الخميس، 9 أكتوبر 2008

أوتار تبحث عن نغم (الفصل الثالث)

- أوتار !" قالها هامساً و هو يقترب منها لقد غفت ! جلس إلى جانبها و نظر لها ..يا الله ! كم هى فاتنة ! ..لم يدر أنه كان حابسا أنفاسه إلا عندما تنفس بعمق اعتصر قبضتة كابحا جماح رغبتة الملحة في أن يمسها اللعنة لما هو ضعيف أمامها بهذا الشكل؟! لما هو على يقين تام أنها إمرأة صالحة و ليست فتاة تريد نشر قصة عنه ! ..لقد نجح في إبعاد الصحافة عنه طوال الفترة الماضية ..لقد نجح في إبعاد النساء عن حياته ألا نانا ..لم تكن متطلبه و تعرف حدودها .. هو لا يحب نانا لكنها ..تكفيه ! ..ولا تسبب له متاعب.
أما هذه المرأة ..فرغم أنه يعلم أنها ستسبب له متاعب كثيرة إلا أنه يريد التورط معها بأي شكل فهى تثير رغبتة في كشف غموضها .. حاول أن يقنع نفسه بهذا( إن هذه المرأة لا شئ سوى لعز مسلي بالنسبة له) .
أطلق العنان لأصابعه فمرر سبابته ببطء فوق وجنتها ثم عبر بها فوق شفتيها الملساء الممتلئة .
- توقف عن هذا و إلا قتلتك "
ههكذا تمتمت و هى مغمضة عيناها .
انتفض ثم ابتسم و قال : غريبة .. أنتِ غريبة يا أوتار "
- إذا كانت غريبة تعني مختلفة ..فليكن !"
فتحت عيناها ببطء و قالت : أنت وسيم ..وسيم جدا "
تأملته أوتار ..إنه ليس بالرجل الصعب نسيان وجهه ..أحمد جمال ..المؤلف الشهير .. الثري ..الحاصل على لقب الذئب الأعزب ..غامض ..مراوغ ..عيناه كبركتان من العسل ..أنف أرستقراطي..شفاه حازمة و ابتسامه رائعة ..يكلل كل هذا شعر أسود فاحم ناعم الخصلات ..طوله يكفي ليصيب بالرهبة .. كما أنه عريض المنكبين ..لقد كانت تكره الرجال الطوال .. فهم يشعرونها بالرهبة .
أما هذا الرجل ..و منذ أن رأته .. و هى تعرف أن هناك بقية للقصة ألم يقل ها أسماة : أنتِ إمرأة رجل واحد و هذا الرجل ليس أنا "فلماذا تشعر أن أحمد جمال هو هذا الرجل ..لماذا مع أنها ...

ربت فوق خدها بنعومة قاطعا خيلاتها و قال : غريبة أوتار ..غريبة .. هل أنتِ متزوجة ؟"
أربكها سؤاله فأجابت بحذر : لا "
- مخطوبة ؟"
قالت بملل : قبل أن تسترسل في الكلام ليس في حياتي الحالية كلمة رجل و لن يكون "
قال ليستفزها : لماذا ؟!!هل أنتِ شاذة ؟!"
نظرت له بعين متسعة مدهوشة و قالت : هل هذا ما تقوله لكل إمرأة تلم بأنها لن تقفذ في الفراش أسيرة سحرك ؟!"
أربكه كلامها ..إن هذه المرأة ضربة قاضية له و لغروره قال بثقة : عزيزتي ..لست بحاجة للقفز في فراشي ..فأنا لدي صديقاتي ..يفوقنك جمال و إثارة ..فراشي ليس به مكان لكِ يا أوتار ..لأنكِ لستِ من نوعي المفضل "
لسعها كلامه كالسوط لقد قلل من شأنها كأنثى ردت بثقة مماثلة:لا تقل كلام لا تعنيه"
فهى تعرف أنه يريدها .. أو على الأقل تثير أهتمامه.
رن هاتفه المحمول فخرج ليرد عليه.
أغمضت عيناها في غفوة صغيرة .
******
"تارا ..تارا ..تارا "
هكذا تعالت الصيحات حولها ..أصمتتهم قائلة : حسنا ..حسنا ..سأختار رفيق الليلة "
تعالى الصفير تابعت كلامها : سأقيم مسابقة .. من يفوز سيكون رفيقي "
تعالت الصيحات مرة أخرى فوقفت أوتار فوق طاولة و قالت : لقد أنكسر كعب حذائي ..من سيجلب لي حذاء يلائمني ..سأرافقه و لو إلى الجحيم"
دب فيهم الحماس و بدأوا يفتشون عن حذاء مناسب وسط كل نساء الحفل المقام في أحد قصور أثينا .
في هذه اللحظة تقدم فارسها الوسيم حاملا الحذاء بين يديه و أنحنى أمامها و قال : حذاءك يا سندريلا "
حدقت به ..هذا الوسيم الذى عندما دخل إلى الحفل لم تكن تحلم بنظرة واحدة منه ..حاصة في فستانها الأحمر الفاضح و شعرها الأحمر المصبوغ في هذا الوقت ..و الآن ..هو يحاول أن يكون رفيقها ..أن يكسب الرهان !!
أنحنى أمامها ليضع قدمها في الحذاء ولا تعرف لحسن أم لسوء الحظ أنه لائمها !
تفحصتها عيناه بوقاحه ..فهى تبدو في هذا الفستان نموذج للعاهرة المحترفة ..اللعنة على كل شئ ..ستذهب مع هذا الوسيم و لو إلى الجحيم .
**
هزتها يده ببطء ففتحت عينها لتنظر إلى فارسها الوسيم و قالت : أنت هنا ..في واقعي و أحلامي !"
قال أحمد و هو يبتسم : و هل كنتِ تحلمين بي ؟!"
- لا ..إنه نوع من تذكر لقائنا الأول "
هز رأسه و قال : نعم ..لقاءنا في المقهى ..أنه مميز بحق ..لقد أتى الطبيب ..استعدِّي سأصعد بعد قليل"
انصرف قبل أن يرى نظرة الألم في عينيها ..إنه لا يتذكرها ..و لن يتذكرها ..لقد أعتقدت أنها تمكنت من نسيانه ..و ها هو القدر يضعها أمامه للمرة الثانية ..دونا عن كل البشر تكتشف أن مشاعرها تخونها ..فهى لم تستطع كرهه ..عنفت نفسها ..مرت سبع سنوات يا أوتار ..و لقد وضعك القدر في طريقه ..لتثأري لنفسك منه .
فكرت بحزن صامت ..هل ستثأرين يا أوتار ؟! أم ستهربين كما حدث مع أسامة؟!
طرق الباب ليقطع أفكارها.
و دخل الطبيب
..
يتبع






ليست هناك تعليقات: