الجمعة، 12 سبتمبر 2008

رصاصات متأرجحة ( خاطرة)


دقت فوق ساعات العمر

الرصاصات المتأرجحة

أدمت القلب

و تركت دميتي ملوثة

جاء الشرطي

أحاط المكان

بالشرائط الملونة

و على جثتي المتعفنة

أغلق الباب ببساطة

و أنا أنتظر

كوب الحليب

بين غفوة و إفاقة!

..

أماه

صرخت بها

عندما

التحمت ساعاتي مجدداً

أمسكت بتلابيب دماءها

اللون الأحمر

أحتل عَلَمَنا

أماه

كان الرضيع

يقبع فوق صرها

عندما هوت

الرصاصات المتأرجحة

فاختنق من الحليب


قد كان لي يوما


منزل و دنيتان


و أرجوحة


عندما أيقطني


سيل المجازر


و الدبابات


أختي الصغيرة


تلهو بالسكين


قلت لها توقفي عن العَدْ


لكنها أرادت


أن تصل


للطعنة السابعة


جاء لي أخي


ممزق الكرامة


و السروال


بكى بين يدي


فصفعته


ليس البكاء


من شيم الرجال


فوق قبر أبي


جلسوا يحتسون الشامبانيا


في كؤس دمه العذراء


ارتجفت دموعي عندما


تلقيت الصفعة الأولى


و فوق سرير أمي


سألني


ءأبدأ بكِ أم بالصغيرة ؟



جرجرها


نزع الدب الزهري من يدها


عندما عادت الساعة للوراء


يوم صفعته من أجل البكاء


نفض عن وجهه


عن جسده الدماء


أمسك رشاش لشرطي


و أفرغه في بدلته الخضراء


هوت الجثتان


عندما احتضنت الصغيرة


دبها الزهري


اقتربت منه


قبلت جبين الأول


و بصقت فوق البدلة الخضراء


ارتمت باكية فوق جثتي


ما كانا ليتركا جثتي له


رغم أنني ميتة !



أيها رجل


ذو العمامة الخضراء


اليوم لنا نفس النهاية


بأوينا القبر نفسه


صفعات المهزومين


لن يتلقاها وجهك بعد الآن


سأظل معك


نتقاسم السيجار


نتقاسم الافكار


و نتقاسم داء الربو


و الدواء



أيها الشرطي المنتفخ من العفن


فك عنِّي الشرائط الملونة


فك عنِّي قيودك


و أترك لي الكرامة


أترك لي السروال

تمت

ضحى صلاح








هناك تعليقان (2):

أحمد صـلاح يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
أحمد صـلاح يقول...

خاطرة رائعة مؤثرة !! ماأعجبني هي الأدوات المستخدمة ---" الدمية الزهرية والطفل المختنق " ---

للأمام :)