الجمعة، 12 سبتمبر 2008

أوتار تبحث عن نغم ( 2)

الفصل الثاني
..
فرك شعر رأسه ..تنهد بصمت ..كان في طريقه إلى العجمي بسيارته ..أخذ يصفر لحنا مشهورا و هو يقود مستمتعا بهدوء الطريق الصحراوي .. كم يحب الصحراء يسميها العروس النائمة ..رغم أنها متوحشة لكنه كان يعشقها ..ربما لو كانت إمرأة لكان تزوجها و هي ن تكون إذن هو لن يتزوج !
اللعنة " صرخ و هو يضغط على الكابح بقوة حاول التخفيف من حدة نبضه المتلاحقة..ترجل من السيارة ليرى الجسد الملقى أمام سيارته ..اللعنة هو لم يدهسها لقد شرد ..لكنه ضغط على الكابح قبل أن يرتطم بها و لو صدمها ستكون صدمة ضعيفة .
انحنى ليتفحص جسد المرة الملقى أمامه هزها بضعف فخرج منها أنين خافت ..ماذا تفعل إمرأة في هذا الوقت من اللي في هذا المكان ؟؟!
أزاح شعرها و على ضوء السيارة رأى وجهها همس : أوتار ؟!.. أوتار ماذا ..؟!"
لكن صوتها الضعيف قاطع سؤاله :قد قلت أننا سنتقابل ..لكنك لم تقل أنك ستهشم عظامي "
ابتسم و قال : هل أنتِ ..؟"
قاطعته : لست على ما يرام ..أعتقد أن ذراعي ليست بخير"
نظر إلى ذراعها فوجده في ضماد ! فسألها : ماذا به ؟"
ابتسمت : شئ مطلقها "
استندت إليه و قالت : إل أين أنت ذاهب ؟"
- إلى العجمي و أنتِ؟"
- إلى الجحيم " ضحكت ثم تأوهت بألم شدت نفسها إليه كي تقف لكنه وجد أن من الأسهل حملها ..وضعها كالدمية بداخل سيارتة و سالها : هل معكِ حقائب ؟ "
تنهدت و أجابت : بعم على جانب الطريق "
احضر ثلاث حقائب متوسطة اللعنة من وضعها على طريقه ! تباً هو لا يدي لماذا هو متعلق لدرجة البلاهة بهذه الغريبة !
جلس إلى جانبها و أشعل النور الداخلي لسيارة فأدارت وجهها بسرعة نظر إلى المعطف الجلدي المجعد و تنورته التى تصل فوق ركبتهيا الملطخة بالسخام و جواربها السوداء المقطوهة ربما أسلاك .. أو مخالب ..مسامير ..لا يدري.
أدار وجهها ببطء فرأى بقعة زرقء إلى جانب شفتيها و جرح عميق ..علامات زرقاء فوق وجنتها و صدغها .
اللعنة هذه علامة أصابع من صفعها بهذا الشكل البشع ؟!
انحدر ببصره إلى رقبتها هناك جراح و خدوش بشعة تمتد من رقبتها و حتى فتحة العنق لقميصها المنحدرة كاشفة جزء من نهدها .
- ماذا حدث بحق الله ؟!"
وضعت أصابعها فوق شفتيه و توست : أرجوك ..أذهب بي من هنا "
- إاى مشفى ؟"
- لا ..فقط أكمل طريقك "
أدار المحرك و انطلق .
هذه المرأة لابد أن تكون قد تعرضت للأغتصاب لا يوجد تفسير آخر لهذه الجراح !
أغمضت أوتار عينها و هى ترتجف فخلع معطفه و هو يحاول السيطرة على المقود بيد و باليد الأخرى لفها به .
ابتسمت و غمرها الأحساس بالدفء.
هوها برفق : أوتار .. أوتار "
تمتمت ببعض الكلمات لم يفهمها هزه مرة خرى بقوة أكبر
- هل ديك ثوب سباحة ؟" قالت و هى تحاول فتح عيناها
- لماذا" سألها هامسا
- أشم رائحة الحرية"
إنها تهلوس ! هزها ض\صارخا : أوتار "
قالت بفزع : ماذا ؟!"
وضعت يدها فوق عيناها لتحميها من ضوء الشمس ابتسم و هو يزيح خصلات شعرها من فوق وجهها ..شئ لزج علق بيده اللعنة إنها دماء !
صرخ بها : من الوغد الذ فعل بك هذا ؟"
- أنت وسيم جدا عندما تغضب "
قالتها و هى تحاول فتح باب السيارة ابتسم و قال متنهدا : لا يمكنني معرفة أي شئ عنكِ! صحيح يا أوتار !"
ابتسمت : ستعرف عندما تريد أن تعرف بقوة "
- لم أصدمك البارحة بسيارتي ؟"
- لا لم تصدمني بسيارتك ..لقدت سقطت من التعب "
- لا أدرى لماذا أهتم بكِ"
- لأنك فضولي لا أكثر "
خرج حقائبها و قال : ما هى مهنتك ؟"
- عاهرة "
ضحك . أنتِ وقحة جدا ..تكلمي بصدق "
- لماذا أنت لا تصدق ؟"
- لأنكِ ..أنا عرف العاهرات جيدا ..أنتِ لست مثلهن "
- قلت لك أنني مختلفة ..لست مثل أحد"
قطب : لا أجد هذا مضحكا "
- حسنا .. أنا عاهرة و أنت لا تصدق "
- أوتار " قلها غاضبا
فضحكت : نتحد عن مهنتي فيما بعد أنا متعبه ..ساعدني على النزول "
- لن أساعدك على شئ ..أخبريني أولا "
- أنا خريجة كلية التربية الفنية .. تستطيع القول أنني ..رسامة ..نحاتة ..شئ من هذا القبيل "
- حسنا المعلومة الثانية "
لوت شفتيها و قالت : ساعدني على النزول و كما قلت لن تجد الكثير "
برة الإرهاق في صوتها ..اللعنة لقد نسى جروحها اللتي بدت أبشع في الصباح .
فتح باب السيارة ثم حملها داخل فيلا صغيرة ..ألقت نظرة عامة ..لفيلا بيضاء بسيطة ..لابد أنها حديثة البناء ..لم تفعل بها الرطوبة فعلتها .. وضعها برفق فوق الأريكة و عاد بالحقائب بينما كانت تتأمل الجو العام لحجرة الأستقبال ..أثاث بسيط..همست عندما رأت البحر من أحد النوافذ الصغيرة : أنا في الجنة "
وجدته أمامها يحدق فيها بغضب و في يده صندوق أسعافا أولية
- ماذا ؟"
أخذ يدور حولها ..ثم حملها و صعد بها إلى حجرة نوم كبيرة و وضعها برفق فوق السرير : بدلي ملابسك ..و أنا قادم بعد خمس دقائق..حقائبك هنا "
عندما عاد و معه بعض القهوة وجدها كما هى سألها : لماذا لم تبدلي ملابسك؟!"
- عظامي تؤلمني"
تنهد ..نزع معطفها ببطء ليجد الضماد يلتف حول ذراعها يصل إلى كتفها ..و الذراع الآخر قد قطع القميص من فوقه و ظهر جزء من بشرتها يحمل كدمة زرقاء.
نزع حذاءها و قال : أنزعي جواربك "
تلعثمت : لا ,,لن ..أنا "
قطب : ماذا ..أتخجلين ؟!"
- نعم ..نعم ..أنا "
نظر إلى أصابعها و قال : صابعك ملطخة بالدماء !"
تلعثمت مرة أخرى : أنا ..أنا ..."
لم ينتظر رفع طرف تنورتها و سحب الجوزارب ..صرخت بألم نظر إلى أصابعه لملطخة بالدماء و قال مصعوقا : اللعنة يا امرأة ..كيف تتحملين كل هذ الجراح ..أنتِ بحاجة إلى ما هو أكثر من صندوق أسعافات أولية "
رفع سماعة الهاتف و طلب أحد الأرقام : مرحبا ..حازم أنا أحمد ..نعم بالعجمي .. ابعت لي على المنزل ذلك الطبيب صديقك و ممرضة .. لا لست أنا ..نعم نعم صديقتي ..يا الله يا حازم لا ليست نانا ..لماذا تعطلني ؟! .. بسرعة .. فيما بعد يا حازم ..فيما بعد "
وضع السماعة بعنف و قال و هو يلتفت لها : و الآن ايتها الغامضة ستطلعيني على كل ما حدث "
,,
يتبع

هناك تعليق واحد:

JaN DarK يقول...

القصة دي لازم تكمل يا آنسة ..
تحفة .. !!
منتظرة رأيي على أي أساس يا ذكية ؟!!
حالا وفورا تكمل ..
لو دي مكملتش امال ايه اللي يكمل يا ستي ؟ !
أنا منتظرة باقيها بفارغ الصبر ..
ومعلش الرصيد مخسع ..
قلت ارد عليكي هنا أبسط .. !!