الخميس، 9 أكتوبر 2008

أوتار تبحث عن نغم (الفصل الثالث)

- أوتار !" قالها هامساً و هو يقترب منها لقد غفت ! جلس إلى جانبها و نظر لها ..يا الله ! كم هى فاتنة ! ..لم يدر أنه كان حابسا أنفاسه إلا عندما تنفس بعمق اعتصر قبضتة كابحا جماح رغبتة الملحة في أن يمسها اللعنة لما هو ضعيف أمامها بهذا الشكل؟! لما هو على يقين تام أنها إمرأة صالحة و ليست فتاة تريد نشر قصة عنه ! ..لقد نجح في إبعاد الصحافة عنه طوال الفترة الماضية ..لقد نجح في إبعاد النساء عن حياته ألا نانا ..لم تكن متطلبه و تعرف حدودها .. هو لا يحب نانا لكنها ..تكفيه ! ..ولا تسبب له متاعب.
أما هذه المرأة ..فرغم أنه يعلم أنها ستسبب له متاعب كثيرة إلا أنه يريد التورط معها بأي شكل فهى تثير رغبتة في كشف غموضها .. حاول أن يقنع نفسه بهذا( إن هذه المرأة لا شئ سوى لعز مسلي بالنسبة له) .
أطلق العنان لأصابعه فمرر سبابته ببطء فوق وجنتها ثم عبر بها فوق شفتيها الملساء الممتلئة .
- توقف عن هذا و إلا قتلتك "
ههكذا تمتمت و هى مغمضة عيناها .
انتفض ثم ابتسم و قال : غريبة .. أنتِ غريبة يا أوتار "
- إذا كانت غريبة تعني مختلفة ..فليكن !"
فتحت عيناها ببطء و قالت : أنت وسيم ..وسيم جدا "
تأملته أوتار ..إنه ليس بالرجل الصعب نسيان وجهه ..أحمد جمال ..المؤلف الشهير .. الثري ..الحاصل على لقب الذئب الأعزب ..غامض ..مراوغ ..عيناه كبركتان من العسل ..أنف أرستقراطي..شفاه حازمة و ابتسامه رائعة ..يكلل كل هذا شعر أسود فاحم ناعم الخصلات ..طوله يكفي ليصيب بالرهبة .. كما أنه عريض المنكبين ..لقد كانت تكره الرجال الطوال .. فهم يشعرونها بالرهبة .
أما هذا الرجل ..و منذ أن رأته .. و هى تعرف أن هناك بقية للقصة ألم يقل ها أسماة : أنتِ إمرأة رجل واحد و هذا الرجل ليس أنا "فلماذا تشعر أن أحمد جمال هو هذا الرجل ..لماذا مع أنها ...

ربت فوق خدها بنعومة قاطعا خيلاتها و قال : غريبة أوتار ..غريبة .. هل أنتِ متزوجة ؟"
أربكها سؤاله فأجابت بحذر : لا "
- مخطوبة ؟"
قالت بملل : قبل أن تسترسل في الكلام ليس في حياتي الحالية كلمة رجل و لن يكون "
قال ليستفزها : لماذا ؟!!هل أنتِ شاذة ؟!"
نظرت له بعين متسعة مدهوشة و قالت : هل هذا ما تقوله لكل إمرأة تلم بأنها لن تقفذ في الفراش أسيرة سحرك ؟!"
أربكه كلامها ..إن هذه المرأة ضربة قاضية له و لغروره قال بثقة : عزيزتي ..لست بحاجة للقفز في فراشي ..فأنا لدي صديقاتي ..يفوقنك جمال و إثارة ..فراشي ليس به مكان لكِ يا أوتار ..لأنكِ لستِ من نوعي المفضل "
لسعها كلامه كالسوط لقد قلل من شأنها كأنثى ردت بثقة مماثلة:لا تقل كلام لا تعنيه"
فهى تعرف أنه يريدها .. أو على الأقل تثير أهتمامه.
رن هاتفه المحمول فخرج ليرد عليه.
أغمضت عيناها في غفوة صغيرة .
******
"تارا ..تارا ..تارا "
هكذا تعالت الصيحات حولها ..أصمتتهم قائلة : حسنا ..حسنا ..سأختار رفيق الليلة "
تعالى الصفير تابعت كلامها : سأقيم مسابقة .. من يفوز سيكون رفيقي "
تعالت الصيحات مرة أخرى فوقفت أوتار فوق طاولة و قالت : لقد أنكسر كعب حذائي ..من سيجلب لي حذاء يلائمني ..سأرافقه و لو إلى الجحيم"
دب فيهم الحماس و بدأوا يفتشون عن حذاء مناسب وسط كل نساء الحفل المقام في أحد قصور أثينا .
في هذه اللحظة تقدم فارسها الوسيم حاملا الحذاء بين يديه و أنحنى أمامها و قال : حذاءك يا سندريلا "
حدقت به ..هذا الوسيم الذى عندما دخل إلى الحفل لم تكن تحلم بنظرة واحدة منه ..حاصة في فستانها الأحمر الفاضح و شعرها الأحمر المصبوغ في هذا الوقت ..و الآن ..هو يحاول أن يكون رفيقها ..أن يكسب الرهان !!
أنحنى أمامها ليضع قدمها في الحذاء ولا تعرف لحسن أم لسوء الحظ أنه لائمها !
تفحصتها عيناه بوقاحه ..فهى تبدو في هذا الفستان نموذج للعاهرة المحترفة ..اللعنة على كل شئ ..ستذهب مع هذا الوسيم و لو إلى الجحيم .
**
هزتها يده ببطء ففتحت عينها لتنظر إلى فارسها الوسيم و قالت : أنت هنا ..في واقعي و أحلامي !"
قال أحمد و هو يبتسم : و هل كنتِ تحلمين بي ؟!"
- لا ..إنه نوع من تذكر لقائنا الأول "
هز رأسه و قال : نعم ..لقاءنا في المقهى ..أنه مميز بحق ..لقد أتى الطبيب ..استعدِّي سأصعد بعد قليل"
انصرف قبل أن يرى نظرة الألم في عينيها ..إنه لا يتذكرها ..و لن يتذكرها ..لقد أعتقدت أنها تمكنت من نسيانه ..و ها هو القدر يضعها أمامه للمرة الثانية ..دونا عن كل البشر تكتشف أن مشاعرها تخونها ..فهى لم تستطع كرهه ..عنفت نفسها ..مرت سبع سنوات يا أوتار ..و لقد وضعك القدر في طريقه ..لتثأري لنفسك منه .
فكرت بحزن صامت ..هل ستثأرين يا أوتار ؟! أم ستهربين كما حدث مع أسامة؟!
طرق الباب ليقطع أفكارها.
و دخل الطبيب
..
يتبع






الجمعة، 12 سبتمبر 2008

رصاصات متأرجحة ( خاطرة)


دقت فوق ساعات العمر

الرصاصات المتأرجحة

أدمت القلب

و تركت دميتي ملوثة

جاء الشرطي

أحاط المكان

بالشرائط الملونة

و على جثتي المتعفنة

أغلق الباب ببساطة

و أنا أنتظر

كوب الحليب

بين غفوة و إفاقة!

..

أماه

صرخت بها

عندما

التحمت ساعاتي مجدداً

أمسكت بتلابيب دماءها

اللون الأحمر

أحتل عَلَمَنا

أماه

كان الرضيع

يقبع فوق صرها

عندما هوت

الرصاصات المتأرجحة

فاختنق من الحليب


قد كان لي يوما


منزل و دنيتان


و أرجوحة


عندما أيقطني


سيل المجازر


و الدبابات


أختي الصغيرة


تلهو بالسكين


قلت لها توقفي عن العَدْ


لكنها أرادت


أن تصل


للطعنة السابعة


جاء لي أخي


ممزق الكرامة


و السروال


بكى بين يدي


فصفعته


ليس البكاء


من شيم الرجال


فوق قبر أبي


جلسوا يحتسون الشامبانيا


في كؤس دمه العذراء


ارتجفت دموعي عندما


تلقيت الصفعة الأولى


و فوق سرير أمي


سألني


ءأبدأ بكِ أم بالصغيرة ؟



جرجرها


نزع الدب الزهري من يدها


عندما عادت الساعة للوراء


يوم صفعته من أجل البكاء


نفض عن وجهه


عن جسده الدماء


أمسك رشاش لشرطي


و أفرغه في بدلته الخضراء


هوت الجثتان


عندما احتضنت الصغيرة


دبها الزهري


اقتربت منه


قبلت جبين الأول


و بصقت فوق البدلة الخضراء


ارتمت باكية فوق جثتي


ما كانا ليتركا جثتي له


رغم أنني ميتة !



أيها رجل


ذو العمامة الخضراء


اليوم لنا نفس النهاية


بأوينا القبر نفسه


صفعات المهزومين


لن يتلقاها وجهك بعد الآن


سأظل معك


نتقاسم السيجار


نتقاسم الافكار


و نتقاسم داء الربو


و الدواء



أيها الشرطي المنتفخ من العفن


فك عنِّي الشرائط الملونة


فك عنِّي قيودك


و أترك لي الكرامة


أترك لي السروال

تمت

ضحى صلاح








أوتار تبحث عن نغم ( 2)

الفصل الثاني
..
فرك شعر رأسه ..تنهد بصمت ..كان في طريقه إلى العجمي بسيارته ..أخذ يصفر لحنا مشهورا و هو يقود مستمتعا بهدوء الطريق الصحراوي .. كم يحب الصحراء يسميها العروس النائمة ..رغم أنها متوحشة لكنه كان يعشقها ..ربما لو كانت إمرأة لكان تزوجها و هي ن تكون إذن هو لن يتزوج !
اللعنة " صرخ و هو يضغط على الكابح بقوة حاول التخفيف من حدة نبضه المتلاحقة..ترجل من السيارة ليرى الجسد الملقى أمام سيارته ..اللعنة هو لم يدهسها لقد شرد ..لكنه ضغط على الكابح قبل أن يرتطم بها و لو صدمها ستكون صدمة ضعيفة .
انحنى ليتفحص جسد المرة الملقى أمامه هزها بضعف فخرج منها أنين خافت ..ماذا تفعل إمرأة في هذا الوقت من اللي في هذا المكان ؟؟!
أزاح شعرها و على ضوء السيارة رأى وجهها همس : أوتار ؟!.. أوتار ماذا ..؟!"
لكن صوتها الضعيف قاطع سؤاله :قد قلت أننا سنتقابل ..لكنك لم تقل أنك ستهشم عظامي "
ابتسم و قال : هل أنتِ ..؟"
قاطعته : لست على ما يرام ..أعتقد أن ذراعي ليست بخير"
نظر إلى ذراعها فوجده في ضماد ! فسألها : ماذا به ؟"
ابتسمت : شئ مطلقها "
استندت إليه و قالت : إل أين أنت ذاهب ؟"
- إلى العجمي و أنتِ؟"
- إلى الجحيم " ضحكت ثم تأوهت بألم شدت نفسها إليه كي تقف لكنه وجد أن من الأسهل حملها ..وضعها كالدمية بداخل سيارتة و سالها : هل معكِ حقائب ؟ "
تنهدت و أجابت : بعم على جانب الطريق "
احضر ثلاث حقائب متوسطة اللعنة من وضعها على طريقه ! تباً هو لا يدي لماذا هو متعلق لدرجة البلاهة بهذه الغريبة !
جلس إلى جانبها و أشعل النور الداخلي لسيارة فأدارت وجهها بسرعة نظر إلى المعطف الجلدي المجعد و تنورته التى تصل فوق ركبتهيا الملطخة بالسخام و جواربها السوداء المقطوهة ربما أسلاك .. أو مخالب ..مسامير ..لا يدري.
أدار وجهها ببطء فرأى بقعة زرقء إلى جانب شفتيها و جرح عميق ..علامات زرقاء فوق وجنتها و صدغها .
اللعنة هذه علامة أصابع من صفعها بهذا الشكل البشع ؟!
انحدر ببصره إلى رقبتها هناك جراح و خدوش بشعة تمتد من رقبتها و حتى فتحة العنق لقميصها المنحدرة كاشفة جزء من نهدها .
- ماذا حدث بحق الله ؟!"
وضعت أصابعها فوق شفتيه و توست : أرجوك ..أذهب بي من هنا "
- إاى مشفى ؟"
- لا ..فقط أكمل طريقك "
أدار المحرك و انطلق .
هذه المرأة لابد أن تكون قد تعرضت للأغتصاب لا يوجد تفسير آخر لهذه الجراح !
أغمضت أوتار عينها و هى ترتجف فخلع معطفه و هو يحاول السيطرة على المقود بيد و باليد الأخرى لفها به .
ابتسمت و غمرها الأحساس بالدفء.
هوها برفق : أوتار .. أوتار "
تمتمت ببعض الكلمات لم يفهمها هزه مرة خرى بقوة أكبر
- هل ديك ثوب سباحة ؟" قالت و هى تحاول فتح عيناها
- لماذا" سألها هامسا
- أشم رائحة الحرية"
إنها تهلوس ! هزها ض\صارخا : أوتار "
قالت بفزع : ماذا ؟!"
وضعت يدها فوق عيناها لتحميها من ضوء الشمس ابتسم و هو يزيح خصلات شعرها من فوق وجهها ..شئ لزج علق بيده اللعنة إنها دماء !
صرخ بها : من الوغد الذ فعل بك هذا ؟"
- أنت وسيم جدا عندما تغضب "
قالتها و هى تحاول فتح باب السيارة ابتسم و قال متنهدا : لا يمكنني معرفة أي شئ عنكِ! صحيح يا أوتار !"
ابتسمت : ستعرف عندما تريد أن تعرف بقوة "
- لم أصدمك البارحة بسيارتي ؟"
- لا لم تصدمني بسيارتك ..لقدت سقطت من التعب "
- لا أدرى لماذا أهتم بكِ"
- لأنك فضولي لا أكثر "
خرج حقائبها و قال : ما هى مهنتك ؟"
- عاهرة "
ضحك . أنتِ وقحة جدا ..تكلمي بصدق "
- لماذا أنت لا تصدق ؟"
- لأنكِ ..أنا عرف العاهرات جيدا ..أنتِ لست مثلهن "
- قلت لك أنني مختلفة ..لست مثل أحد"
قطب : لا أجد هذا مضحكا "
- حسنا .. أنا عاهرة و أنت لا تصدق "
- أوتار " قلها غاضبا
فضحكت : نتحد عن مهنتي فيما بعد أنا متعبه ..ساعدني على النزول "
- لن أساعدك على شئ ..أخبريني أولا "
- أنا خريجة كلية التربية الفنية .. تستطيع القول أنني ..رسامة ..نحاتة ..شئ من هذا القبيل "
- حسنا المعلومة الثانية "
لوت شفتيها و قالت : ساعدني على النزول و كما قلت لن تجد الكثير "
برة الإرهاق في صوتها ..اللعنة لقد نسى جروحها اللتي بدت أبشع في الصباح .
فتح باب السيارة ثم حملها داخل فيلا صغيرة ..ألقت نظرة عامة ..لفيلا بيضاء بسيطة ..لابد أنها حديثة البناء ..لم تفعل بها الرطوبة فعلتها .. وضعها برفق فوق الأريكة و عاد بالحقائب بينما كانت تتأمل الجو العام لحجرة الأستقبال ..أثاث بسيط..همست عندما رأت البحر من أحد النوافذ الصغيرة : أنا في الجنة "
وجدته أمامها يحدق فيها بغضب و في يده صندوق أسعافا أولية
- ماذا ؟"
أخذ يدور حولها ..ثم حملها و صعد بها إلى حجرة نوم كبيرة و وضعها برفق فوق السرير : بدلي ملابسك ..و أنا قادم بعد خمس دقائق..حقائبك هنا "
عندما عاد و معه بعض القهوة وجدها كما هى سألها : لماذا لم تبدلي ملابسك؟!"
- عظامي تؤلمني"
تنهد ..نزع معطفها ببطء ليجد الضماد يلتف حول ذراعها يصل إلى كتفها ..و الذراع الآخر قد قطع القميص من فوقه و ظهر جزء من بشرتها يحمل كدمة زرقاء.
نزع حذاءها و قال : أنزعي جواربك "
تلعثمت : لا ,,لن ..أنا "
قطب : ماذا ..أتخجلين ؟!"
- نعم ..نعم ..أنا "
نظر إلى أصابعها و قال : صابعك ملطخة بالدماء !"
تلعثمت مرة أخرى : أنا ..أنا ..."
لم ينتظر رفع طرف تنورتها و سحب الجوزارب ..صرخت بألم نظر إلى أصابعه لملطخة بالدماء و قال مصعوقا : اللعنة يا امرأة ..كيف تتحملين كل هذ الجراح ..أنتِ بحاجة إلى ما هو أكثر من صندوق أسعافات أولية "
رفع سماعة الهاتف و طلب أحد الأرقام : مرحبا ..حازم أنا أحمد ..نعم بالعجمي .. ابعت لي على المنزل ذلك الطبيب صديقك و ممرضة .. لا لست أنا ..نعم نعم صديقتي ..يا الله يا حازم لا ليست نانا ..لماذا تعطلني ؟! .. بسرعة .. فيما بعد يا حازم ..فيما بعد "
وضع السماعة بعنف و قال و هو يلتفت لها : و الآن ايتها الغامضة ستطلعيني على كل ما حدث "
,,
يتبع

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

أوتار تبحث عن نغم (رواية)

الفصل الأول
..
كان يجلس وحيدا كعادته في أحد مقاهي وسط البلد الشهيرة يدخن سكائره يشرب شايه ..يعبث في دفتر مذكراته تارة و تارة أخرى ناظرا للجالسين عله يستمد منهم قصة جديدة .
لاحظ امتلاء المقهى ..عجبا لم يمتلئ بهذا القدر من قبل ..يبدو أن المطر فعل الأفاعيل بالناس فهرعوا إلى أقرب الأماكن
ظل يراقبهم بملل ..هناك من يعبث بشعر حبيبته مغازلا ..و آخر يحدي لصديقه عن آخر غزواته ..و من تشتكي لصديقتها من زوجها البخيل ..لاح شبح ابتسامة فوق شفته لكنه تجمد عندما رأها من باب المقهى الزجاجي تعبر الطريق ببطء شديد غير عابئة بالمطر المنهمر ترتدي قبعة تخفي نصف وجهها و معطف جلدي ثمين يخفي جسدها تماما ولا يعلم لماذا أنجذب لها فهي عادية لدرجة تثير الملل رغم أنه له ذوق غريب في اختيار نساءه إلا أنه لم يستطع أن يسلخ نظره عنها .
دخلت المقهى ملقية نظرة عامة ثم و بكل برود تقدمت من طاولته و قالت بصوت أحر من الشمس : أتسمح؟"
أرتبك لأول مرة في حياته هو ذو الخبرة في عالم النساء ! عجبا!
و قبل أن يجيبها سحبت كرسيا و جلست بمنتهى الوقاحة خالعة معطفها الأسود .
يا الله من قال أنها عادية لدرجة الملل ؟!! فهي .. لا توصف بالأخص عندما خلعت قبعتها .. ربما لم يكن بها شيء مميز لكنها جذبته إليها وجهها لا يحمل أثر للزينة سوى الكحل و قليل من أحمر الشفاه ..شعرها البني المائل للاحمرار كان مرفوعا فوق رأسها وقد هربت منه عدة خصلات مضفية على وجهها نضارة كبيرة .
تبدو في أوائل العشرينات ..لا حظ يدها فهي ترتدي مح0بسان للزفاف ..و رغم هذا 0لا ترتدي قرط !
أما عن ملابسها التي أخفاها المعطف فهي عبارة عن تنورة سوداء تصل إلى منتصف ساقها و قميص أبيض ضيق لا تشوبه شائبة و رابطة عنق سوداء حريرية ذات عقدة متراخية لم يحاول تحديد مهنتها لأنه لن يعرف ..
ارتفعت يدها لتعيد بعض خصلات شعرها خلف أذنها ..إن لها يد رائعة ذات أظافر مقلمة بشكل جيد غير مطلية تنم عن ثقة بالنفس علية .تقدم النادل منها واضعا فنجان من القهوة السوداء قائلا :تفضلي سيدتي "
انصرف النادل في حين أنها رمقت الرجل الجالس أمامها بنظرة عميقة و قالت فجأة :أهناك شئ؟!"
أربكه السؤال المفاجئ ..أجاب بصوت هادئ وقور : لم أفهم سؤالك سيدتي"
ضاقت عيناها بنظرة غريبة و قالت :أجدك تحدق بي ..هل بي شئ غير عادي ؟ ..لم آتي من المريخ للتو !"
غرت الابتسامة شفتيه و قال : ضعي نفسك مكاني شخص غريب يقتحم طاولتك المخصصة و بدون استأذان يجلس بمنتهى الوقاحة ..ماذا تفعلين ..تتلاشيه؟؟!"
ردت متعجبة :إذا كنت متضايق فبإمكانك المغادرة لا أجبرك على مشاركتي الطاولة ..ثم أنا جلست بسبب دعوتك لي "
اتسعت عيناه مدهوشًا : بحق الله من أين جئتِ لي ! تجلسين على طاولتي و تقولين أذهب أنت مستخدمة مبدأإذا أعجبك ..ثم مهلا ..أي دعوة هذه؟!"
رفعت عيناها مراقبة السقف و قالت : يجب أن تحضر معك مرآة ..فعندما دخلت وجدتك تحدق بي و في عينيك ألف دعوة , المقهى كما ترى ممتلئ و لم أتمكن سوى من تلبية دعوتك يا سيد أحمد"
قال كاذبا : لم أكن أنظر إليكِ ..ثم مهلا من أين لكِ باسمي؟!"
أشارت إلى دفتر مذكراته يبدو أنه كان يكتب أسمه و هو شارد
- هذا ليس دليلا على أنه أسمي"
قالت و هي ترشف من فنجان قهوتها : أحمد جمال مكتوب في دفتر مذكراتك و نظرت إلى حقيبتك حروف أسمك الأولى فوقها ربطت بين الأثنين و غامرت بألقاء الاسم"
نظر إلى حقيبته الجلدية التي تحتل الكرسي الثالث من الطاولة و قال مبتسما : هل أنتِ هكذا دائما قوية الملاحظة ؟!"
ابتسمت بجانب فمها : عندما يستحق الشيء عناء ملاحظتي"
-و هل أستحق عناء ملاحظتك؟!"
سأل متعجبا فهي لم تنظر له نظرة ذات أهميه من أن دخلت
أجابت بدهشة : ألا تنظر أبدا في المرآة يا رجل! ضع نفسك مكاني فتاة تدخل مقهى و أكثر الرجال وسامة يدعوها للجلوس أليس هذا يستحق العناء!"
-هل أنتِ دائما بهذا الصراحة الفجة ؟!"
رشفت من القهوة : أضع لنفسي قوانين الصراحة ..لا للدبلوماسية و الردود المائعة "
- لم أراكِ هنا من قبل "
- لا آتِ كثيراً ..لكني معروفة بذات المعطف الأسود"
- مصرية ؟!"
- لا أدري ..ولدت و تعلمت في مصر ..لكني أسافر كثيراً"
- مثلي تماما "
- لا لست مثلك ..أنا لست مثل أحد"
قال ساخرا : مغرورة "
ابتسمت : ربما ..إذا أردت اعتبارها هكذا و لكني أعتبرها نوع من الانفراد حتى لا أستطع أطلاق عليها ثقة"
- ما اسمك؟"
أجابت بلامبالاة : ليكن ..أوتار "
- لهذا تعتبرين نفسك فريدة ؟!"
أنكرت : لا ..لقد كان والدي موسيقي مهووس بالآلات الوترية"
- أول معلومة عنكِ"
- لن تجد الكثير"
- سأبحث حتى أجد "
بدا مهتما جدا بها ولا يدري ما السبب
- أوتار "
- ماذا ؟"
- لا شيء أجرب الاسم فقط "
ابتسمت بأغراء : و ما رأيك؟"
- سأخبرك فيما بعد "
- لن يكون هناك بعد "
- بلى سيكون "
- أواثق من نفسك؟!"
- ألا تستحق وسامتي ثقتي؟!"

لوت شفتيها ساخرة و قالت : ربما "
وضعت عملة ورقية فوق الطاولة و غادرت بصمت
ناداها ك أوتار "
لكنها لم تجب أو تلتفت
ظل يراقب مشيتها المثيرة ..هذه المرأة قادرة على رفع درجة حرارته.
لم يراها بعد ذلك و قد نساها أو تناساها لكنها دائما كانت تدخل إلى فكره وتما تشاء ولا يدري لماذا هذه الغريبة دونا عن نساء العالم.
و عندما قرر عدم التفكير بها مجددا لعب القدر لعبته .
يتبع

رحيل (قصة قصيرة)


انكمشت في فراشها و ارتجفت عندما تعالى صوت الشجار مدويا في المنزل.
-سأرحل ..سأرحل حتى تكفى عن شجارك هذا"
سكون صوت نحيب ضعيف
أجابته :سترحل! أنت دائما ترحل و تفتعل الشجار لترحل ..فارحل لن أناشدك البقاء"
تسللت من فراشها ممسكه دبها الزهري و مدت رأسها من فتحات السلم ناظره للطابق السفلي.
كانت والدتها تبكي و والدها يحمل حقيبته! لماذا ؟! لماذا سيغادر؟! ألم يعدها بالبقاء؟! أنحدرت دموعها و جرت هابطه السلم بسرعة جنونية كادت تفقدها توازنها عده مرات .
صرخت :بابا..."
توقف و هو فى طريقه نحو الباب لكنه لم ينظر لها ..ثم تابع سيره لكنها صرخت مرة أخرى -بابا "
و تعلقت بساقه باكيه : لا ترحل مرة أخرى و تتركني بابا"
انحنى و ربت فوق شعرها قائلا : سأذهب و لن أتأخر "
قالت من وسط نحيبها: لا ..فأنت تقول هذا دائما و تتأخر"
أبعدها عنه برفق و قبل رأسها و ألقى نظرة على زوجته..كانت مديره ظهرها و كتفيها يهتزان من النحيب لكنه ..أنسحب!مغلقاً الباب خلفه.
جرت خلفه طارقه فوق الباب :بابا ..بابا ..لا ترحل أرجوك ..بابا "
وقفت على أطراف أصابعها محاوله فتح المزلاج ..لكنها لم تفلح.
دموعها بظهر يدها الصغيرة و انحنت ملتقطه دبها الذى سقط منها و توجهت نحو أمها التى جلست فوق أحد المقاعد الوثيرة صامته ..و اقربت منها :ماما !..."
لكنها لم تجيبها نادتها مرة أخرى بعين دامعة : ماما؟"
و نظرت نظرة متوسلة لهذا الجسد المتخشب القابع فى الكرسي كي يجيبها و لكن ..ما من مجيب!
تقدمت من أمها و ربتت فوق ساقها :ماما لا تحزني ..سيعود ..لقد وعدنى بذلك"
وقفت على أطراف أصابعها متسلقه الكرسى و جلست فوق ساق أمها ممسكه ذراعها محاوله وضعه حولها قائله :ماما! ..هيا ضميني و غني لي "
لكنها لم تجيب فمدت شفتيها و قبلت و جنتها قائله : لا تكونى حزينه ماما"
سكتت الطفلة و هى تضم دبها ثم قالت :ماما لن تحدثنى حتى يعود بابا ...هيا لننام قليلاً حتى يعود و كن دب مطيع"
و غفت !
.....
تمت
ضحى صلاح

بحيرة (قصة قصيرة)




رأيته يقف هناك عند تلك البحيرة يلقى صنارته ثم لا يخرج شيئاً حتى تغيب الشمس و ..يذهب يحدث هذا كل يوم يُقال أنه كان يعمل فى أسواق السمك حتى فقد جميع أمواله ففقد معها عقله و لم أدرِ أين الحقيقة إلا عندما اقتربت منه ذات يوم و جلبت معى صنارتي و ألقيتها حيث يلقيها هذا الكهل.

نظر لى بريبة ثم قال :هذه البحيرة بلا أسماك"

نظرت له بلامبالاة و قلت: أعلم هذا"

تابع كلامه :أعتقدت أنكِ ستسأليننى عن ..."

قاطعته :وجودك ها هنا؟!..لا لن أفعل ألم يفعل الجميع و لم تجبهم؟؟ فلماذا ستتكرم و تجيبنى؟!"

فكر قليلاً ثم أجابها:هل أتيتِ كى تصتادينه؟!"

نظرت له و أجبت:لا بل أتيت لأقتله"

لم أدرِ عما يتحدث و لكننى أردت التسلية قليلا فلا يبدو الرجل ممل إلى هذه الدرجة حتى و أن كان مجنوناً

رفع صنارته و هددني بها قائلا :سأمنعك من فعل هذا"

حملقت به و كدت أنفجر بالضحك يقولون عني بأنني مغامرة و لكن هذه المرة ستكون رأسي الثمن بلا شك مع هذا المجنون.

و لم ستمنعنى؟؟!"

- لن أدع أحد يفعلها غيرى ..لقد انتزعها و كانت كل ما أملك "

لمعت الدموع بعينيه اقتربت منه قائلة بهمس: من هى؟"

سالت دمعة حارة فوق وجنته فجلس أرضاً و بدأ يقص لى : إنها ابنتي ..لم يكن لى بالعالم غيرها كانت شابة يافعة دائمة السباحة فى هذه البحيرة ملكت مخيلة خصبة فعندما أقول لها أن هذه البحيرة بلا أسماك كانت تنسج لي قصصاً تعاندنى بها و فى أحد المرات سمعتها تصرخ فى فراشها ....لقد رأت كابوس لعين بأن شئ ما جذبها إلى البحيرة و انتزع أحشائها وهذا الكابوس كان يروعنى عندما أفكر أن شئ قد يأخذها بعيداً عنى"

صمت

فاقتربت منه أكثر و ربت فوق كتفه و قلت :ماذا حدث؟"

تنهد و هو يحاول منع دموعه : لقد بدأت فى أختلاق قصص عن هذا الشئ الغريب و أنها تراه بالفعل فى البحيرة و لم أصدقها..لم أصدقها إلا عندما رأيتها عند هذا الشاطئ ملقاة، جاحظة العينين ،منزوعة الأحشاء، غارقة بدمائها "

سالت دموعه بغزارة و لم أنتبه لبكائي إلا عندما وصل طعم الملح إلى فمى ، تمنيت ألا تكون هىسألته:منذ متى كان هذا؟"

أجاب: سبع سنوات "

تذكرتها .. فارتجفت .. لم أستطع إلا الركض بعيداً ..يعتقد أنه سيستطيع صيد هذا الشىء الوهمي!

جمعت ثيابى يجب أن أغادر هذه البلدة المشئومة فلا أحد يعلم الحقيقة سوى الفتاة المقتولة و ...أنا

,,

تمت


اتبعوا الحوافر ( خاطرة)





كانت أوريتيا فتاة جميلة جدا .. و ابنه آلهين فى العصر الروماني

خرجت يوماً لتملئ دلوها من نبع و عندها ظهر لها آله البحر نبتون و قد وقع فى حبها من أول نظرة عرض حبه عليها فأبت

فتحول إلى حصان و حملها و هرب بها و لم يتبق من هذه الأسطورة سوى علامة الدلو فى الأرض أو حوافر الحصان و أصبحت هذه الرموز لبرج الدلو و كانت هذه هى أسطورة برج الدلو

......


هذه هى القصة !

..
أحلام واهية

تتدلي من افريز الحياة

خيوط عنكبوتية

أراها تتأرجح

خيوط لزجة

تنتظرني

أراه يقف

تلمع أنيابه

يغويني بشبكته الملعونة

أرتجف

أحاول الفرار

لكن ..

الحلبة تُغلَق

الطبول تَدُق

حاصروني

فى هذه الأرض الرملية

قيدونيأ

لبسونى ثياباً مبهرحة

زينوني

حملوني مكلبة المشاعرإلي

هرأيت مخالبة لامعة

رأيت فى عينيه نظرات هائمة

أنفاسه اللزجة

أشعرتني بالغثيان

أيخدعنى بمظهره!

أعرفه جيداً

لكنهم لا يصدقون

يتلاحقني اشباحه

أينما ذهبت

أجد صورته

تحتل براويز حياتى

تمنيت وقتها أن أراك

أن تحملني فوق حصانك الأبيض

و تذهب بي خلف السحب

حلمت يوماً

أن تأتى

بعدما أتعبني الهروب

و أدمي قدمي

وخز الأحلام المحترقة

تمنيت وقتها

أن تأتي لي

بسندريلا المفقودة

لقد أخذها

و لن تعود

حتى أنت

لن تعود

و ها أنا

مازلت أناضل

حافية القدمين

فى الغابات المحرمة

إنه يتبعني

أصرخ

لا أحد يسمعني

لقد سقط دَلْوِي

لقد تنكر

كي يخدعني

إنه يأخذني

إنه يقتل بي الإحساس

أتسمعني ؟

أتبع حوافره

حيث سقط دَلْوِي

لا تجعلني له

أتوسل إليك

لا تجعلني له

,,

على لسان أوريتيا
,,


لا تجرجرني فوق نصال العبودية

لا تجبرني

أن أحقق لك أمنية

لا تعاديني

فقط لا تعاديني

قد أكون أسيرتك

لكنّي فى قرارة ذاتك

لست سوىأميرتك

قد تكون إلاهاً

لكن لا تنس إن دمائي زرقاء

أتسمعهم

إنهم قادمون

ليحررونى

ستكون مملكتك

مقبرة

بلي ستكون مقبرة

..
هذا ما تمنته

و هذا ما لم يتحقق

..


الأسطورة
,,



أوريتيا يا ابنه الآلهه

تمشين وسط مملكتك

تخرجين حاملة الدلو

تملئينه من النبع

تتغني باسمك الطيور

يختلس الخدم النظر إليكِ

متأوهين فى حسرة

أوريتيا

تتنهد

أوريتيا

تضحك

أوريتيا

تعبس

فتسود الوجوه

لا تغادري القصر أيتها الزهرة الجميلةإ

نه يتربص بكِ

لكنها الأميرة

و لأنها جميلة

فكل الأعتراضات عنده

ابلا قيمة

لا تقتربي من النبع كثيراً

هكذا قالوا لها

لكن من يعبئ !

نبتون ينتظر فى لهفة

أنها تقترب

سيلهو فقط مع تلك الجميلة

لا تعبث معه يا كيوبيد

مالت لتملئ دلوها

إنها جميلة

إنها رقيقة

هشة

ما بالك يا نبتون

إنك تريدها

إنك تحبها

فلتعرض عليها

لن ترفض

يا إله البحارتشجع

لا

إنها عنيدة

مترفعة

بل أقترب

لقد فعلها

عرض حبه

فأبت !

ثار

أشعل البحار

أرسل العواصف

البرق و الرعد و النار

سألها أن تختا

رلكنها

بكل بساطة

أبت !
إذن هناك شخص ما يملكها

إنها له

ستكون له

اغواها بلونه الأبيض

ما أن أمتطته

حتى أختطفها

سقط دلوها
فلتتبعوا الحوافر

عندها فقط

قد تجدون الأميرة المفقودة

قد تجدون

أوريتيا

..
..هكذا كانت أسطورتها

أو ربما كانت كذلك !

تحياتى

أوري

هذياني 2 (خاطرة)



خيوط العنكبوت

يعلو نسيجها
أيتها الأصابع

فلتمسكي القنينة

الضباب يزداد

أصوات الصرخات

تصمني

تتساقط الرياحين

الأبواق تعوي

القطار يرحل

حان الوقت

يا كيلوباترا

كي تضمي ثعبانك

تقبليه

القبلة الأخيرة

آلام تعتصرني

هيا يا كيلوباترا

إلى موتٍ لذيذ

ينثر اليسامين

يهتف بأسمك

إلى عالم أنقى

عالمٌ خالى من أغسطس

أتجبنين يا كيلوباترا؟

وجهك غطته المساحيق

زينتِك شيرميون

حملوكِ مقيدة المشاعرإلى المزاد

ستباعين يا كيلوباترا

فلتباعين يا كيلوباترا

*****

إلى ملهمتى

جان دارك

ليالي فينوس (خاطرة)



اتت الليالى الفينوسية

و خرجت الفتيات

في الزي الأحمر

رأيت الهدايا الحمراء

و الزهور الحمراء

رأيت القلوب تخفق

ألا قلبي

كان وحيداً منزوياً

يعزف على قيثارته

أنغام سوداء

يا كيوبيد العشق

هل لى بقليل من اللون الأحمر؟

اليوم أقف بنافذتي

بأنتظار الفارس المغوا

رليأخذني خلفه

على حصان أحلامي الوردية

أيتها الأشواق

غنى لنا

ولا تملي حدديثنا

فهذا ما تمنته

فتاة بلا أمنية

....

.تحياتي

أورى

14 11 \2007
2,30 م

قناع (خاطرة)



جانبٌ مظلم

تدور فى فلكه

ابتسامات حقيرة
اأبتسامات مريرة

نظرات حذرة!

ربما شرسة

و ربما نظرات ضريرة!

أصابع تلتف حول الرقاب

مخالب قذرة

تنغرس بأوردتي

بأقنعتي

تعلو وجهي الهزيمة

أوغادٌ يدورون حولي

يتملقون

يكثرون

يرتدون أقنعة خرقاء

ننحني

نصفق

ربما نثمل

نقهقة

نقول كليمات خاوية

أدوريسقط عني قناعي

يرون فيّ
مجرد فتاة بسيطة

فتاة ضعيفة

بنفضون من حولي

أنظر إليه

بنظرات دامعة

بوجه مرتجف

و روح ممزقة
أمد يدي

نحوه

يتردد

يتصاعد نحيبي

أتوسل له

ألا يكون مثلهم

لكنه يذهب!

يتركنى ألعق دمائي

أنحنى ملطقته قناعي

أضعه فوق مشاعري

و أعود

أثمل ..

أضحك..
فيعودون

يدورون

قناعي

لا تسقط عني

لا تدعهم ينفضون

لا أريد أن أكون وحدي

و عندما تنطفئ الأنوار

تسود الظلمة

سأنتزعك عن قلبي

أعود إلى خالدي

أراقص طيفه

أخبره

كم أفتقده

كم أحببته

و كم أقتل كل يومٍ

دونه

,,

هذه الخاطرة من مجموعة بدأت فى كتابتها تدعى ارتجافات

و هذه هى الارتجافة الثالثة8

12008

لأنه خالدي (خاطرة)



أمازلت يا قلبي

تعشقه

تنتظره

و تتمناه؟!

بعدما صلبك دهورا

في الأراضي المحرمة

يبكيك

يكون خالدك

تعشق وجوده بداخلك!

تهرب للسراب

تعشق الضباب

تحاول نسيانه

تحبه

ينكرك !

تبحث عن غيره

يهزمك

فتعود إلى محرابه

مكبل الأيدي

يقطر الدم من روحك

تطالبه بالشفاءي

زجرك

يقتلك

تهيم جسدا ميتا

فلا تجد السلام

و إن مات الأحساس

يبقى حبه

ينمو بداخلك

يكون قدرك

يكون خالدك

تبحث عن وطنٍ

يجدد الأحلام

أيتها العرافة المقدسة

إن رأيتيه

قولى له

أننى أحببته يوماًَ

عشقته دهراً

نسيته قهراً

أنسيته؟!

و كيف تنسى الشطآن البحار؟!

كيف أنسى

من عشقته بكل عزيمة و إصرار؟!

من يجعلنى بعاده

أهوى فوق سهام الإنهيار

ءأنساه؟!

كيف تنسى القلوب أن تخفق ؟!

كيف تترك النجوم المدار ؟!

و كيف لى عن حبه

أن أرتدي

قناعاً مستعار

و أسدل الستار!

*****

ملهمتي

جان دارك

تحياتي

أوريتيا

11\2008

ملكة الآثام



أتراهم
أنهم قادمون
يحملون المشاعل
فى ثيابهم الملطخة بالقذارة
أعين حمراء
أنياب بارزة
يخطفوف الملائكة
يذبحونهم فوق الضخرة المقدسة
يثملون بدمائهم
يرسمون نجوم خماسية
يقيمون طقوس
يوشمون أذرعهم
يوشمون قلوبهم
فلتختبؤا
عندما يكون القمر بدراً
سيجرجرون العذارى
فوق نصال الأثم
سيصلبون الملائكة
عندما ترتدى البراءة
ثوبها الأسود
لتُتَوج بملكة الآثام
لقد نال منها الشيطان
عندما خرجت
لتلطقت الأمانى البرية
ضلت الطريق فى الحدائق المنسية
فاغواها بسلاسله الذهبية
قيدها فوق الصخرة المقدسة
اغتصبها فوق الصخرة المقدسة
..
خارج النص

,

,

أزهار القرنفل

ذبلت وريقاتها

دموع الشعب

جفت فوق قبور الفضيلة

فلنرثى شوارع الحياء

فى ميادين الأجداث المتعفنة

فلنقف قرنين فى ذكرى رحيل

زهور الأقحوان

,,

تحياتي

أوريتيا

خواء



خواءٌ خواء



و ألوان دماء


تحتل جوانب الإعياء


دماءٌ دماء


و سيفٌُ يغوص بالأمعاء


تُرى أسأنتقل يوماً


لعالم الأحياء؟!


أُقِمَ منزلي في جزيرة الموت


عند شواطئ النسيان


أبحرت بقاربٍ ورقي


في بحار اليأس


رياحه هوجاء


أمواجه هوجاء


و فى النهاية


مجرد خواء


موتٌ مشبع بعفن الحياة


أصوات أقلام تئز على أوراق بالية


هراءٌ ..هراء


نقوس جائعة


أنياب لامعة


و صوتٌ ضعيفٌ


ينادي بابتهال


ضوءٌ طريدٌ


يعانقه محال


و تنتظر أيامي


بين سرابٍ و آل



افتعال .. افتعال



كل شئ أفتعال


حتى أكذوبة الوطن


الأسرة



مجرد افتعال



خذلان .. خذلان



علاماتى المدرسية


حتى كعكة العيد


عندما صنعتها



لم تكن سوى خذلان



بهتان .. بهتان



يأسٌ ضريرٌ


يحتل تاج العروبة


ءأتحدث عن إيطاليا


أم عند اليونان؟!



قواربُ موت



تحمل أكباش المحرقة



إلى أنياب البحار



صراخٌ ..صراخ



سجون تئن بقيودها


بطون تئن بجوعها


و آخرون يدخنون السيجار


يلبسون الفراء


أفواه تبحث عن قطرة حياة


و آخرونيشربون الفودك


ابجانب الكافيار !



لا خيار ..لا خيار



كُبِلت الأنفاس


أُنتُزِِعَت الأسنان


اللسان


و مازلت أشرب قهوتي


لعليأجد يوماً مشرقاً


بين ثنايا البن

في الفنجان

..

8\1\200

9,4ص

الارتجافة الرابعة

.