الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

بحيرة (قصة قصيرة)




رأيته يقف هناك عند تلك البحيرة يلقى صنارته ثم لا يخرج شيئاً حتى تغيب الشمس و ..يذهب يحدث هذا كل يوم يُقال أنه كان يعمل فى أسواق السمك حتى فقد جميع أمواله ففقد معها عقله و لم أدرِ أين الحقيقة إلا عندما اقتربت منه ذات يوم و جلبت معى صنارتي و ألقيتها حيث يلقيها هذا الكهل.

نظر لى بريبة ثم قال :هذه البحيرة بلا أسماك"

نظرت له بلامبالاة و قلت: أعلم هذا"

تابع كلامه :أعتقدت أنكِ ستسأليننى عن ..."

قاطعته :وجودك ها هنا؟!..لا لن أفعل ألم يفعل الجميع و لم تجبهم؟؟ فلماذا ستتكرم و تجيبنى؟!"

فكر قليلاً ثم أجابها:هل أتيتِ كى تصتادينه؟!"

نظرت له و أجبت:لا بل أتيت لأقتله"

لم أدرِ عما يتحدث و لكننى أردت التسلية قليلا فلا يبدو الرجل ممل إلى هذه الدرجة حتى و أن كان مجنوناً

رفع صنارته و هددني بها قائلا :سأمنعك من فعل هذا"

حملقت به و كدت أنفجر بالضحك يقولون عني بأنني مغامرة و لكن هذه المرة ستكون رأسي الثمن بلا شك مع هذا المجنون.

و لم ستمنعنى؟؟!"

- لن أدع أحد يفعلها غيرى ..لقد انتزعها و كانت كل ما أملك "

لمعت الدموع بعينيه اقتربت منه قائلة بهمس: من هى؟"

سالت دمعة حارة فوق وجنته فجلس أرضاً و بدأ يقص لى : إنها ابنتي ..لم يكن لى بالعالم غيرها كانت شابة يافعة دائمة السباحة فى هذه البحيرة ملكت مخيلة خصبة فعندما أقول لها أن هذه البحيرة بلا أسماك كانت تنسج لي قصصاً تعاندنى بها و فى أحد المرات سمعتها تصرخ فى فراشها ....لقد رأت كابوس لعين بأن شئ ما جذبها إلى البحيرة و انتزع أحشائها وهذا الكابوس كان يروعنى عندما أفكر أن شئ قد يأخذها بعيداً عنى"

صمت

فاقتربت منه أكثر و ربت فوق كتفه و قلت :ماذا حدث؟"

تنهد و هو يحاول منع دموعه : لقد بدأت فى أختلاق قصص عن هذا الشئ الغريب و أنها تراه بالفعل فى البحيرة و لم أصدقها..لم أصدقها إلا عندما رأيتها عند هذا الشاطئ ملقاة، جاحظة العينين ،منزوعة الأحشاء، غارقة بدمائها "

سالت دموعه بغزارة و لم أنتبه لبكائي إلا عندما وصل طعم الملح إلى فمى ، تمنيت ألا تكون هىسألته:منذ متى كان هذا؟"

أجاب: سبع سنوات "

تذكرتها .. فارتجفت .. لم أستطع إلا الركض بعيداً ..يعتقد أنه سيستطيع صيد هذا الشىء الوهمي!

جمعت ثيابى يجب أن أغادر هذه البلدة المشئومة فلا أحد يعلم الحقيقة سوى الفتاة المقتولة و ...أنا

,,

تمت


ليست هناك تعليقات: