الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008

رحيل (قصة قصيرة)


انكمشت في فراشها و ارتجفت عندما تعالى صوت الشجار مدويا في المنزل.
-سأرحل ..سأرحل حتى تكفى عن شجارك هذا"
سكون صوت نحيب ضعيف
أجابته :سترحل! أنت دائما ترحل و تفتعل الشجار لترحل ..فارحل لن أناشدك البقاء"
تسللت من فراشها ممسكه دبها الزهري و مدت رأسها من فتحات السلم ناظره للطابق السفلي.
كانت والدتها تبكي و والدها يحمل حقيبته! لماذا ؟! لماذا سيغادر؟! ألم يعدها بالبقاء؟! أنحدرت دموعها و جرت هابطه السلم بسرعة جنونية كادت تفقدها توازنها عده مرات .
صرخت :بابا..."
توقف و هو فى طريقه نحو الباب لكنه لم ينظر لها ..ثم تابع سيره لكنها صرخت مرة أخرى -بابا "
و تعلقت بساقه باكيه : لا ترحل مرة أخرى و تتركني بابا"
انحنى و ربت فوق شعرها قائلا : سأذهب و لن أتأخر "
قالت من وسط نحيبها: لا ..فأنت تقول هذا دائما و تتأخر"
أبعدها عنه برفق و قبل رأسها و ألقى نظرة على زوجته..كانت مديره ظهرها و كتفيها يهتزان من النحيب لكنه ..أنسحب!مغلقاً الباب خلفه.
جرت خلفه طارقه فوق الباب :بابا ..بابا ..لا ترحل أرجوك ..بابا "
وقفت على أطراف أصابعها محاوله فتح المزلاج ..لكنها لم تفلح.
دموعها بظهر يدها الصغيرة و انحنت ملتقطه دبها الذى سقط منها و توجهت نحو أمها التى جلست فوق أحد المقاعد الوثيرة صامته ..و اقربت منها :ماما !..."
لكنها لم تجيبها نادتها مرة أخرى بعين دامعة : ماما؟"
و نظرت نظرة متوسلة لهذا الجسد المتخشب القابع فى الكرسي كي يجيبها و لكن ..ما من مجيب!
تقدمت من أمها و ربتت فوق ساقها :ماما لا تحزني ..سيعود ..لقد وعدنى بذلك"
وقفت على أطراف أصابعها متسلقه الكرسى و جلست فوق ساق أمها ممسكه ذراعها محاوله وضعه حولها قائله :ماما! ..هيا ضميني و غني لي "
لكنها لم تجيب فمدت شفتيها و قبلت و جنتها قائله : لا تكونى حزينه ماما"
سكتت الطفلة و هى تضم دبها ثم قالت :ماما لن تحدثنى حتى يعود بابا ...هيا لننام قليلاً حتى يعود و كن دب مطيع"
و غفت !
.....
تمت
ضحى صلاح

ليست هناك تعليقات: