الأحد، 7 سبتمبر 2008

تهشم (قصة قصيرة)





,,









جلست مسنده وجهها لزجاج النافذة...مراقبه حُبيبات المطر المنهمرة تارة و تارة أخرى محدقة فى الفقاعات المتصاعدة من كوب المياه الغازية.



تنهدت بيأس ممرره سبابتها فوق حافة الكوب محدقة في مكعبات الثلج أبتسمت عندما عادت الذكرى تدغدغ رأسها كان دائما يكره تحديقها في الأكواب تنهدت بعنف محاولة أبعاد الفكرة عن رأسها لكنه و بكل بساطة تسلل مرة أخرى.



ملل ...ملل ...لقد انتهت من تنظيف المنزل ..و قرأت كل الكتب التى تحتوي عليها مكتبتها حتى حفظتها..و رغم كل هذا لم تستطيع ملئ فراغها .



ها هى حياتها منذ أن تركها...حاولت أن تقضى على هذا لكنها ...لم تستطيع! ..فهو الذكرى السعيدة التى لديها .



تدافعت كليماته داخل رأسها



- يقال أن الحلم يصبح شرعيا أذا كان نابعا من الجنون أو الشعر أو عندما نصادف شخصا مدهشا و لحسن حظي أنني أعاني من الثالتة !"



- و هل أنا مدهش؟"



- بالطبع"



- و ما هو المدهش بي؟"



- أممممممممم لا أدري كل ما أعرفه أنك لا تقابل في العمر مرتان"



- أنا أحبك كثيراً"



- أعلم "



- أنتِ سخيفة جدا "



- أنا ! أنا أحبك أكثر مما تحبني"



- لا أنا أحبك أكثر من هذا بكثييييييييييييييييير"



لقد كان هما بالفعل و تركها بأسواء الطرق..حاولت الصمود و التمسك بحبال اللامبالاة لم تستطيع ..فانهارت.



همست:أقسم أردت أن أكمل لكن...."



تحشرج صوتها و امتلئت عيناها بالدموع ..ارتفت يدها لتطيح بالكوب الذى أمامها ليقع متهشماً..نظرت له بعينان غارقتان بالدموع هل هذا ما فعله بقلبها؟! أبعدها عنه بنفس الطريقه؟! بنفس القسوة؟! حتى و أن حاولت لملمة الكوب ..فلن يعود كما كان!



انهمرت دموعها بغزارة فمررت يدها بعصبية فوق وجنتها تمسح دموعها لاوية شفتيها بأشمئزاز وانهارت باكيه مرة أخرى.. لم يكن قرارها بل قراره و رغم هذا احترمه .



و مازالت تذكر يوم الانفصال جيداً ..يوم جلست تفكر به مشتاقه للحظة خلو المنزل من الزائرين لتخابره...فى هذه اللحظة تصاعد رنين الهاتف الخلوى مبشراً بوصول رسالة..قرأت اسمه ففرحت ..لقد تذكرها فى الوقت الذى كانت تفكر به و سارعت لفتح الرسالة و لكن ..جمدت ابتسامتها عندما قرأت ما قام بارساله إليها .



تملكها الذهول!حبيبها..! دوناً عن باقى البشر!...الشخص الوحيد الذى يفهمها..يُحبها..يُكملها!أيعلم ما هو شعورها عندما بعث لها بهذه الرسالة الفجة؟...أنه كأغماد سكين فى القلب.



لقد أرتجفت يدها و سقط منها الهاتف ..ارتمت فوق سريرها تبكى بكاء مر و هى ترتجف من رأسها إلى أخمص قدمها أرادت أن تحدثه ..أن تقول له كيف تجسر على الابتعاد و قد وعدتنى بالبقاء..كيف تبتعد و أنت تعرف أننى أضيع بدونك.



و بالفعل ..خابرته ..لأنها وعدته أنها لن تتركه ..لكنه بكل بساطة رفض الرجوع!...الشخص الوحيد الذى أعطته ثقة العالم و آمنته على قلبها و روحها!و ما أحلى الأحلام الوردية التى لوح بها فى وجهها!..كان الأمر بسيط ..كالتلويح بقطعهةحلوى أمام طفل صغير!



أبعدت هذه الأفكار عن رأسها....مسحت دموعها..و قامت لتنظف ما أحدثته من فوضى راسمه فوق شفتيها أبتسامة .



لقد حان موعد وصول أمها ..يجب أن يكون كل شئ على ما يرام.



تمت



ضحى صلاح

ليست هناك تعليقات: