السبت، 11 يوليو 2009

أمنية (قصة قصيرة)



- قلت لا .
صرخ بها و رمى الفوطة ثم نهض عن طاولة الطعام .
نظرت له باستغراب و غطى عيناها غشاء رقيق من الدموع .
عضت الشفاه حتى أدمتها ثم نهضت ببطء و عندما وجدته يهم بالخروج جرت إليه و سدت الباب .. قطب في وجهها فابتسمت ناظرة إليه بعتاب رقيق , . ازاحها بيد واحدة لكنها عادت تسد الباب مرة أخرى .
وقفت على أطراف أصابعها و أسندت نفسها إلى صدره ثم مطت نفسها أكثر طابعة قبلة قصيرة حميمة فوق وجنته.
لانت ملامحه قليلا و اجتاحته رغبة في عناقها لكنه كبح جماحها و ظل مقطب .
نظرت في وجهه و لوت شفتيها ..طأطأت رأسها , و شبكت يديها كطفلة صغيرة .
أزاحها لكن برفق و ذهب للعمل .
رفعت الطعام عن الطاولة , رتبت حجرة نومهما ، جلست تحدق في الفراغ .
تنهدت بأسى و رفعت رأسها تتأمل أثاث الحجرة.
سالت دمعة حارقة فمسحتها بارتباك و كأنها تخشى أن يراها أحد تبكي .
ظهرت نظرة مفكرة على وجهها تبعها عبوس .. فنظرة تسلية ماكرة .
تحركت من مكانها وفتحت خزانتها لتخرج منها علبة سوداء كرتونية متوسطة الحجم .
احتضنتها برقة ووضعتها فوق السرير . فتحتها ببطء متأملهة الحذاء الذي بداخلها .. اخرجته ببطء و نعومة .. لمسته و كأنها تتأكد من أنه حقيقي .
كان الحذاء بلون السماء مفتوح من الأمام له شرائط تلتف حول الساق ..ذا كعب مرتفع .
وضعت قدمها الصغيرة بداخله .. لفت الشرائط بتأني شديد و كأنها ترتعب من فكرة خدشه .
وقفت مترنحة لكنها تماسكت .. الخطوة الأولى تبعها انزلاق.. الثانية تبعها التواء في الكاحل .. الثالثة نجحت !
نظرت إلى نفسها في المرآة , مشت , تمايلت , دارت . رقصت و كأنها مسحورة ..أرادت الغناء فتحت شفتيها ثم أغلقتها .
نظرت إلى نفسها في المرآة و ابتسمت بمرارة هازئة من نفسها وهى تحاول منع دموعها من الانهمار أما آن لها أن تيقن أن أمنيتها بعيدة المنال !
أدارت وجهها .. لا تريد أن تقابل هذه المخلوقة مرة أخرى ..مشت فالتوى كاحلها مرة أخرى فنهارت على الأرض تبكي و تولول عندما انفتح الباب و دخل .. نظر لها بغضب لقد قال لها لا لهذه الأشياء السخيفة فهذا الكعب كفيل بتطويحها و لقد حدث ما فكر فيه !
شدها إليه لتقف .. نظرت له بدهشة ثم بفرحة عارمة .
- عدت لأنك بكل بساطة ..وحشتيني !
أمسك ذقنها و قال و هو يقرصها برقة :ألم أقل لكِ لا ؟!
كورت شفتيها اعتراضًا ..حسنً إنها تلعب على هذا الوتر فهو لا يستطيع الرفض أمام نظراتها المؤنبة تنهد مستسلمًا , فابتسمت بحب و إشراق و هى تحتضنه طابعة قبلة طويلة حميمة فوق وجنته .
فهذا أقصى ما تمنته أن تتمكن من تقبيله دون أن تقف على أطراف أصابعها , وأن تنظر إلى عينيه دون أن ترفع رأسها .
تمت
..
ضحى صلاح
5\ 4\ 2009
11.45 م

ليست هناك تعليقات: