الخميس، 9 أكتوبر 2008
أوتار تبحث عن نغم (الفصل الثالث)
أما هذه المرأة ..فرغم أنه يعلم أنها ستسبب له متاعب كثيرة إلا أنه يريد التورط معها بأي شكل فهى تثير رغبتة في كشف غموضها .. حاول أن يقنع نفسه بهذا( إن هذه المرأة لا شئ سوى لعز مسلي بالنسبة له) .
أطلق العنان لأصابعه فمرر سبابته ببطء فوق وجنتها ثم عبر بها فوق شفتيها الملساء الممتلئة .
- توقف عن هذا و إلا قتلتك "
ههكذا تمتمت و هى مغمضة عيناها .
انتفض ثم ابتسم و قال : غريبة .. أنتِ غريبة يا أوتار "
- إذا كانت غريبة تعني مختلفة ..فليكن !"
فتحت عيناها ببطء و قالت : أنت وسيم ..وسيم جدا "
تأملته أوتار ..إنه ليس بالرجل الصعب نسيان وجهه ..أحمد جمال ..المؤلف الشهير .. الثري ..الحاصل على لقب الذئب الأعزب ..غامض ..مراوغ ..عيناه كبركتان من العسل ..أنف أرستقراطي..شفاه حازمة و ابتسامه رائعة ..يكلل كل هذا شعر أسود فاحم ناعم الخصلات ..طوله يكفي ليصيب بالرهبة .. كما أنه عريض المنكبين ..لقد كانت تكره الرجال الطوال .. فهم يشعرونها بالرهبة .
أما هذا الرجل ..و منذ أن رأته .. و هى تعرف أن هناك بقية للقصة ألم يقل ها أسماة : أنتِ إمرأة رجل واحد و هذا الرجل ليس أنا "فلماذا تشعر أن أحمد جمال هو هذا الرجل ..لماذا مع أنها ...
ربت فوق خدها بنعومة قاطعا خيلاتها و قال : غريبة أوتار ..غريبة .. هل أنتِ متزوجة ؟"
أربكها سؤاله فأجابت بحذر : لا "
- مخطوبة ؟"
قالت بملل : قبل أن تسترسل في الكلام ليس في حياتي الحالية كلمة رجل و لن يكون "
قال ليستفزها : لماذا ؟!!هل أنتِ شاذة ؟!"
نظرت له بعين متسعة مدهوشة و قالت : هل هذا ما تقوله لكل إمرأة تلم بأنها لن تقفذ في الفراش أسيرة سحرك ؟!"
أربكه كلامها ..إن هذه المرأة ضربة قاضية له و لغروره قال بثقة : عزيزتي ..لست بحاجة للقفز في فراشي ..فأنا لدي صديقاتي ..يفوقنك جمال و إثارة ..فراشي ليس به مكان لكِ يا أوتار ..لأنكِ لستِ من نوعي المفضل "
لسعها كلامه كالسوط لقد قلل من شأنها كأنثى ردت بثقة مماثلة:لا تقل كلام لا تعنيه"
فهى تعرف أنه يريدها .. أو على الأقل تثير أهتمامه.
رن هاتفه المحمول فخرج ليرد عليه.
أغمضت عيناها في غفوة صغيرة .
******
"تارا ..تارا ..تارا "
هكذا تعالت الصيحات حولها ..أصمتتهم قائلة : حسنا ..حسنا ..سأختار رفيق الليلة "
تعالى الصفير تابعت كلامها : سأقيم مسابقة .. من يفوز سيكون رفيقي "
تعالت الصيحات مرة أخرى فوقفت أوتار فوق طاولة و قالت : لقد أنكسر كعب حذائي ..من سيجلب لي حذاء يلائمني ..سأرافقه و لو إلى الجحيم"
دب فيهم الحماس و بدأوا يفتشون عن حذاء مناسب وسط كل نساء الحفل المقام في أحد قصور أثينا .
في هذه اللحظة تقدم فارسها الوسيم حاملا الحذاء بين يديه و أنحنى أمامها و قال : حذاءك يا سندريلا "
حدقت به ..هذا الوسيم الذى عندما دخل إلى الحفل لم تكن تحلم بنظرة واحدة منه ..حاصة في فستانها الأحمر الفاضح و شعرها الأحمر المصبوغ في هذا الوقت ..و الآن ..هو يحاول أن يكون رفيقها ..أن يكسب الرهان !!
أنحنى أمامها ليضع قدمها في الحذاء ولا تعرف لحسن أم لسوء الحظ أنه لائمها !
تفحصتها عيناه بوقاحه ..فهى تبدو في هذا الفستان نموذج للعاهرة المحترفة ..اللعنة على كل شئ ..ستذهب مع هذا الوسيم و لو إلى الجحيم .
**
هزتها يده ببطء ففتحت عينها لتنظر إلى فارسها الوسيم و قالت : أنت هنا ..في واقعي و أحلامي !"
قال أحمد و هو يبتسم : و هل كنتِ تحلمين بي ؟!"
- لا ..إنه نوع من تذكر لقائنا الأول "
هز رأسه و قال : نعم ..لقاءنا في المقهى ..أنه مميز بحق ..لقد أتى الطبيب ..استعدِّي سأصعد بعد قليل"
انصرف قبل أن يرى نظرة الألم في عينيها ..إنه لا يتذكرها ..و لن يتذكرها ..لقد أعتقدت أنها تمكنت من نسيانه ..و ها هو القدر يضعها أمامه للمرة الثانية ..دونا عن كل البشر تكتشف أن مشاعرها تخونها ..فهى لم تستطع كرهه ..عنفت نفسها ..مرت سبع سنوات يا أوتار ..و لقد وضعك القدر في طريقه ..لتثأري لنفسك منه .
فكرت بحزن صامت ..هل ستثأرين يا أوتار ؟! أم ستهربين كما حدث مع أسامة؟!
طرق الباب ليقطع أفكارها.
و دخل الطبيب
..
يتبع
الجمعة، 12 سبتمبر 2008
رصاصات متأرجحة ( خاطرة)
.jpg)
قد كان لي يوما
منزل و دنيتان
و أرجوحة
عندما أيقطني
سيل المجازر
و الدبابات
أختي الصغيرة
تلهو بالسكين
قلت لها توقفي عن العَدْ
لكنها أرادت
أن تصل
للطعنة السابعة
جاء لي أخي
ممزق الكرامة
و السروال
بكى بين يدي
فصفعته
ليس البكاء
من شيم الرجال
فوق قبر أبي
جلسوا يحتسون الشامبانيا
في كؤس دمه العذراء
ارتجفت دموعي عندما
تلقيت الصفعة الأولى
و فوق سرير أمي
سألني
ءأبدأ بكِ أم بالصغيرة ؟
جرجرها
نزع الدب الزهري من يدها
عندما عادت الساعة للوراء
يوم صفعته من أجل البكاء
نفض عن وجهه
عن جسده الدماء
أمسك رشاش لشرطي
و أفرغه في بدلته الخضراء
هوت الجثتان
عندما احتضنت الصغيرة
دبها الزهري
اقتربت منه
قبلت جبين الأول
و بصقت فوق البدلة الخضراء
ارتمت باكية فوق جثتي
ما كانا ليتركا جثتي له
رغم أنني ميتة !
أيها رجل
ذو العمامة الخضراء
اليوم لنا نفس النهاية
بأوينا القبر نفسه
صفعات المهزومين
لن يتلقاها وجهك بعد الآن
سأظل معك
نتقاسم السيجار
نتقاسم الافكار
و نتقاسم داء الربو
و الدواء
أيها الشرطي المنتفخ من العفن
فك عنِّي الشرائط الملونة
فك عنِّي قيودك
و أترك لي الكرامة
أترك لي السروال
تمت
ضحى صلاح
أوتار تبحث عن نغم ( 2)
وضعت يدها فوق عيناها لتحميها من ضوء الشمس ابتسم و هو يزيح خصلات شعرها من فوق وجهها ..شئ لزج علق بيده اللعنة إنها دماء !
الثلاثاء، 9 سبتمبر 2008
أوتار تبحث عن نغم (رواية)
..
كان يجلس وحيدا كعادته في أحد مقاهي وسط البلد الشهيرة يدخن سكائره يشرب شايه ..يعبث في دفتر مذكراته تارة و تارة أخرى ناظرا للجالسين عله يستمد منهم قصة جديدة .
لاحظ امتلاء المقهى ..عجبا لم يمتلئ بهذا القدر من قبل ..يبدو أن المطر فعل الأفاعيل بالناس فهرعوا إلى أقرب الأماكن
ظل يراقبهم بملل ..هناك من يعبث بشعر حبيبته مغازلا ..و آخر يحدي لصديقه عن آخر غزواته ..و من تشتكي لصديقتها من زوجها البخيل ..لاح شبح ابتسامة فوق شفته لكنه تجمد عندما رأها من باب المقهى الزجاجي تعبر الطريق ببطء شديد غير عابئة بالمطر المنهمر ترتدي قبعة تخفي نصف وجهها و معطف جلدي ثمين يخفي جسدها تماما ولا يعلم لماذا أنجذب لها فهي عادية لدرجة تثير الملل رغم أنه له ذوق غريب في اختيار نساءه إلا أنه لم يستطع أن يسلخ نظره عنها .
دخلت المقهى ملقية نظرة عامة ثم و بكل برود تقدمت من طاولته و قالت بصوت أحر من الشمس : أتسمح؟"
أرتبك لأول مرة في حياته هو ذو الخبرة في عالم النساء ! عجبا!
و قبل أن يجيبها سحبت كرسيا و جلست بمنتهى الوقاحة خالعة معطفها الأسود .
يا الله من قال أنها عادية لدرجة الملل ؟!! فهي .. لا توصف بالأخص عندما خلعت قبعتها .. ربما لم يكن بها شيء مميز لكنها جذبته إليها وجهها لا يحمل أثر للزينة سوى الكحل و قليل من أحمر الشفاه ..شعرها البني المائل للاحمرار كان مرفوعا فوق رأسها وقد هربت منه عدة خصلات مضفية على وجهها نضارة كبيرة .
تبدو في أوائل العشرينات ..لا حظ يدها فهي ترتدي مح0بسان للزفاف ..و رغم هذا 0لا ترتدي قرط !
أما عن ملابسها التي أخفاها المعطف فهي عبارة عن تنورة سوداء تصل إلى منتصف ساقها و قميص أبيض ضيق لا تشوبه شائبة و رابطة عنق سوداء حريرية ذات عقدة متراخية لم يحاول تحديد مهنتها لأنه لن يعرف ..
ارتفعت يدها لتعيد بعض خصلات شعرها خلف أذنها ..إن لها يد رائعة ذات أظافر مقلمة بشكل جيد غير مطلية تنم عن ثقة بالنفس علية .تقدم النادل منها واضعا فنجان من القهوة السوداء قائلا :تفضلي سيدتي "
انصرف النادل في حين أنها رمقت الرجل الجالس أمامها بنظرة عميقة و قالت فجأة :أهناك شئ؟!"
أربكه السؤال المفاجئ ..أجاب بصوت هادئ وقور : لم أفهم سؤالك سيدتي"
ضاقت عيناها بنظرة غريبة و قالت :أجدك تحدق بي ..هل بي شئ غير عادي ؟ ..لم آتي من المريخ للتو !"
غرت الابتسامة شفتيه و قال : ضعي نفسك مكاني شخص غريب يقتحم طاولتك المخصصة و بدون استأذان يجلس بمنتهى الوقاحة ..ماذا تفعلين ..تتلاشيه؟؟!"
ردت متعجبة :إذا كنت متضايق فبإمكانك المغادرة لا أجبرك على مشاركتي الطاولة ..ثم أنا جلست بسبب دعوتك لي "
اتسعت عيناه مدهوشًا : بحق الله من أين جئتِ لي ! تجلسين على طاولتي و تقولين أذهب أنت مستخدمة مبدأإذا أعجبك ..ثم مهلا ..أي دعوة هذه؟!"
رفعت عيناها مراقبة السقف و قالت : يجب أن تحضر معك مرآة ..فعندما دخلت وجدتك تحدق بي و في عينيك ألف دعوة , المقهى كما ترى ممتلئ و لم أتمكن سوى من تلبية دعوتك يا سيد أحمد"
قال كاذبا : لم أكن أنظر إليكِ ..ثم مهلا من أين لكِ باسمي؟!"
أشارت إلى دفتر مذكراته يبدو أنه كان يكتب أسمه و هو شارد
- هذا ليس دليلا على أنه أسمي"
قالت و هي ترشف من فنجان قهوتها : أحمد جمال مكتوب في دفتر مذكراتك و نظرت إلى حقيبتك حروف أسمك الأولى فوقها ربطت بين الأثنين و غامرت بألقاء الاسم"
نظر إلى حقيبته الجلدية التي تحتل الكرسي الثالث من الطاولة و قال مبتسما : هل أنتِ هكذا دائما قوية الملاحظة ؟!"
ابتسمت بجانب فمها : عندما يستحق الشيء عناء ملاحظتي"
-و هل أستحق عناء ملاحظتك؟!"
سأل متعجبا فهي لم تنظر له نظرة ذات أهميه من أن دخلت
أجابت بدهشة : ألا تنظر أبدا في المرآة يا رجل! ضع نفسك مكاني فتاة تدخل مقهى و أكثر الرجال وسامة يدعوها للجلوس أليس هذا يستحق العناء!"
-هل أنتِ دائما بهذا الصراحة الفجة ؟!"
رشفت من القهوة : أضع لنفسي قوانين الصراحة ..لا للدبلوماسية و الردود المائعة "
- لم أراكِ هنا من قبل "
- لا آتِ كثيراً ..لكني معروفة بذات المعطف الأسود"
- مصرية ؟!"
- لا أدري ..ولدت و تعلمت في مصر ..لكني أسافر كثيراً"
- مثلي تماما "
- لا لست مثلك ..أنا لست مثل أحد"
قال ساخرا : مغرورة "
ابتسمت : ربما ..إذا أردت اعتبارها هكذا و لكني أعتبرها نوع من الانفراد حتى لا أستطع أطلاق عليها ثقة"
- ما اسمك؟"
أجابت بلامبالاة : ليكن ..أوتار "
- لهذا تعتبرين نفسك فريدة ؟!"
أنكرت : لا ..لقد كان والدي موسيقي مهووس بالآلات الوترية"
- أول معلومة عنكِ"
- لن تجد الكثير"
- سأبحث حتى أجد "
بدا مهتما جدا بها ولا يدري ما السبب
- أوتار "
- ماذا ؟"
- لا شيء أجرب الاسم فقط "
ابتسمت بأغراء : و ما رأيك؟"
- سأخبرك فيما بعد "
- لن يكون هناك بعد "
- بلى سيكون "
- أواثق من نفسك؟!"
- ألا تستحق وسامتي ثقتي؟!"
لوت شفتيها ساخرة و قالت : ربما "
وضعت عملة ورقية فوق الطاولة و غادرت بصمت
ناداها ك أوتار "
لكنها لم تجب أو تلتفت
ظل يراقب مشيتها المثيرة ..هذه المرأة قادرة على رفع درجة حرارته.
لم يراها بعد ذلك و قد نساها أو تناساها لكنها دائما كانت تدخل إلى فكره وتما تشاء ولا يدري لماذا هذه الغريبة دونا عن نساء العالم.
و عندما قرر عدم التفكير بها مجددا لعب القدر لعبته .
يتبع
رحيل (قصة قصيرة)
بحيرة (قصة قصيرة)

اتبعوا الحوافر ( خاطرة)

أحلام واهية
هذا ما تمنته
ما بالك يا نبتون
إذن هناك شخص ما يملكها
فلتتبعوا الحوافر
..هكذا كانت أسطورتها
هذياني 2 (خاطرة)

خيوط العنكبوت
ليالي فينوس (خاطرة)

قناع (خاطرة)

لأنه خالدي (خاطرة)

ملكة الآثام

أتراهم
أنهم قادمون
يحملون المشاعل
فى ثيابهم الملطخة بالقذارة
أعين حمراء
أنياب بارزة
يخطفوف الملائكة
يذبحونهم فوق الضخرة المقدسة
يثملون بدمائهم
يرسمون نجوم خماسية
يقيمون طقوس
يوشمون أذرعهم
يوشمون قلوبهم
فلتختبؤا
عندما يكون القمر بدراً
سيجرجرون العذارى
فوق نصال الأثم
سيصلبون الملائكة
عندما ترتدى البراءة
ثوبها الأسود
لتُتَوج بملكة الآثام
لقد نال منها الشيطان
عندما خرجت
لتلطقت الأمانى البرية
ضلت الطريق فى الحدائق المنسية
فاغواها بسلاسله الذهبية
قيدها فوق الصخرة المقدسة
اغتصبها فوق الصخرة المقدسة
..
خارج النص
خواء

خواءٌ خواء
و ألوان دماء
دماءٌ دماء
و سيفٌُ يغوص بالأمعاء
أُقِمَ منزلي في جزيرة الموت
عند شواطئ النسيان
أبحرت بقاربٍ ورقي
رياحه هوجاء
و فى النهاية
موتٌ مشبع بعفن الحياة
هراءٌ ..هراء
نقوس جائعة
افتعال .. افتعال
كل شئ أفتعال
مجرد افتعال
خذلان .. خذلان
علاماتى المدرسية
بهتان .. بهتان
يأسٌ ضريرٌ
قواربُ موت
صراخٌ ..صراخ
سجون تئن بقيودها
لا خيار ..لا خيار
كُبِلت الأنفاس